لماذا نعلم أطفالنا البرمجة ؟ لا يختلف إثنان على أن العالم من حولنا أصبح يتطور بسرعة خيالية. ففي كل يوم (إن لم يكن في كل ساعة) يطرح منتج جديد في السوق أو تطبيق آخر يساهم في تسهيل متطلبات حياتنا اليومية. من منا ينكر أن مفهوم التواصل الإجتماعي تغير بشكل كامل وجوهري بعد إنتشار الواتس أب وسيطرته على العالم. نحن نعيش الآن في عصر تعتبر فيه المعلومات أهم من النفط والغذاء. يمكننا أن نعيش تحت الحصار وإنقطاع الغذاء شهورا وربما سنوات، ولكن إذا تعرضت شبكة إتصالاتنا لأي عطل حتى لو كان بسيطا فإننا نصاب بالشلل الكامل مباشرة ! إدراكنا لأهمية المعلومات من حولنا يتطلب منا أن نسعى إلى بناء جيل قادر على أن يتحدث لغة العصر والتي لم تعد محصورة بالقراءة والكتابة. نحن بحاجة إلى مهندسين ومبرمجين يستطيعون المنافسة في السوق العالمية والمشاركة بفاعلية في الإنتاج والتنمية. لم يعد عذر عدم توفر الدعم الحكومي مقبولا في عصر اليوم لأن الإنتاج لم يعد مرتبطا بالمادة. فكر معي، ما الذي تحتاجه لتطوير تطبيق مفيد للعالم مثل الواتس أب، هل تحتاج إلى الدعم الحكومي أم تحتاج إلى دراسة وفهم لغات البرمجة ؟ يقول توماس (12 سنة): وكنت جاهزا لإطلاق التطبيق الذي صممته على متجر التطبيقات ولذلك أقنعت والدي بدفع مبلغ 99 دولارا كرسوم لأتمكن من وضع التطبيقات التي قمت بتصميمها على متجر التطبيقات (الاب ستور) وهم وافقوا على ذلك، واصبح الآن لدي تطبيقات على الاب ستور. لقد تلقيت الكثير من الاهتمام والتشجيع من عائلتي وأصدقائي ومعلميني وحتى من الأشخاص في الاب ستور وهذا كان له أثر كبير في مساعدتي. كان ستيف جوبز مصدرا مهما لإلهامي وبعدها قمت ببدء ناد للتطبيقات في المدرسة وقام أحد المعلمين في مدرستي مشكوراً برعاية هذا النادي وكان باستطاعة أي طالب في المدرسة المجيء وتعلم كيفية تصميم التطبيقات وبذلك تمكنت من مشاركة تجربتي مع الآخرين وتزامنا مع ما يشهده العالم من طفره في عالم الإلكترونيات والبرمجة التي تعتبر أهم صور التطور والتقدم في عالمنا الحالي وفي ما يعرف بعصر ما بعد الإنترنت والطفرة المعلوماتية أصبحت الشركات الكبرى من أمثال أبل وجوجل ومايكروسوفت تتنافس فيما بينها للسيطرة على العالم وسوق المستهلكين في طرح وشراء كل ما هو جديد في عالم الإلكترونيات والبرمجيات والتطبيقات المفيدة. وأصبح من الضروري تغذية حاجة السوق إلى المبرمجين المهرة ما حذا بهذه الشركات إلى التأثير على مجتمعاتها لتضمين تدريس البرمجة والإلكترونيات ضمن مناهجها الدراسية وعملت على تطوير العديد من البرامج التعليمية التي تسهل من عملية "بناء" المبرمجين منذ نعومة أظافرهم ومن هذه المبادرات المجانية المفتوحة المصدر برنامج سكراتش الذي يعتبر إحدى أساليب تبسيط البرمجة للأطفال والناشئة #توماس: في هذه الأيام ، أصبح الطلاب يعلمون عادة أكثر قليلا من المعلمين بخصوص التكنولوجيا. إذاً يعد هؤلاء الطلاب ثروة للمعلمين والمتعلمين وعليهم معرفة اهميتها والاستفادة منها بالطريقة المثلى اود ختم حديثي بالحديث عما اود فعله في المستقبل اولا اود صنع المزيد من التطبيقات والمزيد من الألعاب. أعمل الآن مع شركة كطرف ثالث لتصميم تطبيق وأرغب في الخوض في برمجة الأندرويد وتطويرها كما ارغب في الاستمرار في نادي التطبيقات الخاص بي وإيجاد طرق أخرى للطلاب لمشاركة المعرفة مع الآخرين. شكراً لكم ما هو مستقبل العالم العربي في هذا المجال ؟ كانت عملية تطوير البرامج والمنتجات شاقة وشبه مستحيلة في الماضي بسبب تكتم الشركات المطورة وإحتكارها للمعلومات، ولهذا فنحن لم نكن نسمع عن أية أطفال مبرمجين لا في أمريكا ولا غيرها قبل 10 سنوات. ولكن من الضروري أن نستيقظ الآن من سباتنا وندرك بأن قوانين اللعبة قد تغيرت ! لم تعد المعلومات محصورة على فئة معينة بل على العكس تماما. لقد أدرك المبرمجون والمطورون أن مشاركة المعلومة يساعد على تطويرها بشكل أكبر بكثير من التستر عليها ولهذا فقد بدء العالم يتجه إلى ما يسمى بالبرمجيات الحرة المفتوحة المصدر والتي سنتطرق لشرحها في مقال لاحق. المغزى هو أن التطوير أصبح الآن في متناول الجميع لاسيما الناشئة من أطفالنا وشبابنا وهنا يأتي دورنا في توجهيههم وتشجيعهم على الإبداع في هذا المجال. والتشجيع لا يعني التصفيق وإنما يعني العمل بمنهجية واضحة لتنمية وصقل المهارات من خلال التدريب والممارسة ففي نهاية المطاف.. فاقد الشيء لا يعطيه
تحياتي مبرمج عماني
0 Comments
Leave a Reply. |